تقرير خاص عن مدى جهوزية الدفاع الجوى المصرى فى حال المواجهه مع أسرائيل.
وماهى الأحتياطات التى تتخذ لمنع أختراق المجال الجوى المصرى.
أكد قائد قوات الدفاع الجوي الفريق عبدالعزيز سيف الدين أن دور الدفاع الجوي في السلم أصعب من دوره في الحرب وأنه منذ أحداث25 يناير وحتي اليوم لم تتوقف قوات الدفاع الجوي عن القيام بمهامها.
وأشار إلي أن جميع القوات في مواقعها تقوم بمهامها المكلفة بها ونتيجة انتشارهم في كافة انحاء مصر نظرا لأحداث ثورة25 يناير تم تكليف القوات بمهام أخري لتأمين الجبهة الداخلية الي جانب مهمتهم الأساسية في تأمين المجال الجوي المصري.
وشدد الفريق سيف الدين علي انه لا صحة مطلقا لما أشاعه البعض من ان طائرات اسرائيلية قامت باختراق مجالنا الجوي وبصفة خاصة في سيناء مؤكدا أن اسرائيل لم ولن تجرؤ علي اختراق سمائنا حتي ولو استخدمت الطائرات بدون طيار أو طارت طائراتها علي ارتفاعات منخفضة فعيون رجال قوات الدفاع الجوي الساهرة تراقب كل شبر في سماء مصر بصفة عامة وسيناء بصفة خاصة سواء قبل أحداث ثورة25 يناير أو بعدها.
صرح بذلك الفريق عبد العزيز سيف الدين في لقاء مع المحررين العسكريين بمناسبة العيد الواحد والأربعين لقوات الدفاع الجوي واكتمال بناء حائط الصواريخ,وقال: ان قوات الدفاع الجوي تتميز بالقدرة العالية علي المناورة التي تتمتع بها وسائل الهجوم الجوي سواء الطائرات أو الأسلحة التي تطلق منها حيث يقاس عامل الوقت باجزاء من الثانية.
كما أشار إلي أن التطور في التكنولوجيا العسكرية للطائرات خاصة في مجال السرعة والمدي والتسليح والحمولة والاخفاء الراداري قابله تطور مماثل في اسلحة ومعدات الدفاع الجوي.
فعلي سبيل المثال عندما ظهرت بوادر نجاح الطائرة الشبح عكفت مراكز الأبحاث علي تطوير وانتاج نوعيات جديدة من الرادارات قادرة علي اكتشاف هذه الطائرة بتطوير تكنولوجيا الرادارات واستخدام اطوال جديدة للموجات تتغلب علي تكنولوجيا الاخفاء الراداري, بالاضافة إلي زيادة كفاءة أنظمة الكشف السلبي التي تعتمد علي الاشعاع الصادر من الطائرة سواء كان اشعاعا كهرومغناطيسيا من الأجهزة اللاسلكية والملاحية أو أجهزة الرادار المحمولة في الطائرة أو اشعاعا حراريا من المحرك وجسم الطائرة بالاضافة إلي تطوير وسائل الكشف الكهروبصري باستخدام اشعة الليزر. ولعل منظومة الدفاع الجوي المصري بما تملكه من عنصر المراقبة الجوية بالنظر ضمن وسائلها للاستطلاع والانذار الجوي تضع حلا مناسبا لاكتشاف مثل هذه الطائرة.
أما عن حول المستوي الذي وصلت اليه اسلحة منظومة الدفاع الجوي والجديد من أسلحة الدفاع الجوي فأكد أن مسيرة التطوير والتحديث بقوات الدفاع الجوي لا تقتصر علي الحصول علي اسلحة جديدة فقط ولكنها تسير في محورين اساسيين, الأول يتمثل في التطوير لمواجهة العدائيات الجوية الحديثة وتحديث معدات القيادة والسيطرة الآلية, والمحور الثاني يتمثل في المتابعة والسعي للحصول علي أحدث ما تنتجه ترسانات العالم شرقا وغربا من أسلحة ومعدات الدفاع الجوي والتي تتماشي مع تحقيق التكامل والتوازن لمنظومة الدفاع الجوي المصري وفقا لعقيدة القتال المصري مثل أجهزة الرادار الثنائية بالاعتماد علي كافة الاتجاهات سواء بالخبرات المصرية أو بالتعاون مع الدول الصديقة.
وأشار إلي ان التحديث الدائم والمستمر في الأسلحة والمعدات التي بين ايدينا ليس فقط في النظم ولكن ايضا في اساليب وفكر الاستخدام لهذه الأسلحة والمعدات كما شمل التطوير ايضا تحديث أنظمة الرادار باضافة رادارات حديثة وتم ادخال نوعيات من أجهزة رادار الانذار الحديثة والمتطورة والتي تحقق مديات كشف رداري كبيرة والقدرة علي الكشف علي مختلف الارتفاعات وتحت كافة الظروف.
وعن دور رجال الدفاع الجوي في تأمين الجبهة الداخلية أكد الفريق عبدالعزيز سيف ان عناصر الدفاع الجوي تنتشر في كافة ربوع مصر وقد تم تكليفهم بتأمين الجبهة الداخلية بجوار مهمتهم الأساسية بعد أحداث25 يناير فمثلا فرع الشرطة العسكرية في الدفاع الجوي بقيادة العميد شبل عبدالجواد نجح افراده في تأمين منطقة المقطم وهي من المناطق الصعبة وكذلك منطقة الزرائب كما قامت بالقبض علي700 هارب من السجون والبلطجية الذين حاولوا نشر اعمال الترهيب والسرقة.
وعن مراحل تطور قوات الدفاع الجوي قال:
ـ ظهرت معدات الدفاع الجوي لأول مرة في بداية عام1938 بتكوين بطارية مدفعية مضادة للطائرات ثم تطورات عام1939 لتصبح باجمالي2 وحدة مدفعية م ط و بطارية أنوار كاشفة وكانت مهمة هذه الوحدات هي توفير الدفاع م ط عن مدينة القاهرة والأسكندرية وفي الحرب العالمية الثانية تطور استخدام المدفعية م ط بنهاية عام1945 من خلال دعمها بأجهزة رادارية تستخدم لضبط نيران المدفعية وبنهاية الحرب العالمية الثانية خرجت المدفعية م ط وقد أرست قواعد استخداماتها العسكرية التي لا نزال نعمل بها حتي اليوم طبقا لأسس الاستخدام القتالي.
كان لوحدات المدفعية م ط دور كبير في الاشتراك لصد العدوان الثلاثي علي مصر في عام.1956 بدأ الاعداد لدخول الصواريخ المضادة للطائرات بمسمي( مشروع عامر) في أوائل عام1961 بدأ تشكيل وتدريب وحدات الصواريخ الموجهة م ـ ط مع بداية عام1962 بواسطة الخبراء السوفيت والأطقم المصرية الذين حصلوا علي دورات تخصصية في الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات بروسيا. بدأ أول ظهور لمنظومة الدفاع الجوي بأنظمته المتعددة بنهاية عام1963 لحماية سماء مصر بدءا من حرب الاستنزاف وروعة الأداء في تنفيذ مهامها القتالية بنجاح خلال تلك الفترة وحتي حرب أكتوبر المجيدة...1973 والتي تمكنت خلالها من الاطاحة بالذراع الطويلة للقوات الاسرائيلية.
ملاحقة التطور
أما عن مواكبة قوات الدفاع الجوي لعمليات التطوير التكنولوجي الذي يشهده العالم الآن في مجال التسليح.
فأشار الفريق عبد العزيز سيف الي أن تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوي يعتمد علي منهج علمي مدروس بعناية فائقة بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات واجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري وطبقا لعقيدة القتال المصرية بالاضافة الي أعمال العمرات واطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليا في إطار خطة طويلة ومستمرة.
وهناك محور أساسي ورئيسي في التطوير وهو المتابعة المستمرة والدراسة الجادة لكل ما هو موجود وينتج حديثا علي الساحة العالمية من نظم الدفاع الجوي ثم نسعي الي امتلاكها إذا كان متوافقا مع احتياجاتنا.
أيضا هناك محور آخر للتطوير المستقبلي وهو تطوير العملية التعليمية للمقاتل من ضابط أو ضابط صف أو جندي من خلال تطوير المنشآت التعليمية اداريا برفع كفاءة المنشآت والطرق والايواء... وعلميا بتطوير القاعات والمعامل بجميع أنواعها والفصول التعليمية بما يتواكب مع أحدث ما في العصر من نظم ووسائل التعليم وبما ينعكس علي أداء المقاتل وأسلوب استخدامه للمعدات والأسلحة.
ونحن نؤكد أننا دائما مشغولون بتطوير منظومة الدفاع الجوي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتطور الهائل الذي يشهده العالم في تكنولوجيا التسليح.
سيادة الفريق.. تشتمل قوات الدفاع الجوي علي العديد من الأنظمة المتنوعة داخل منظومة عمل متكاملة.. من وجهة نظر سيادتكم ما أهم ملامح ومتطلبات بناء هذه المنظومة؟
ـ الدفاع الجوي هو مجموعة من الاجراءات التي تهدف الي منع وتعطيل العدو الجوي عن تنفيذ مهمته أو تدميره بوسائل دفاع جوي ثابتة ومتحركة طبقا لطبيعة الهدف الحيوي والقوات المدافع عنها. تنفيذ مهام الدفاع الجوي يتطلب اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة دفاع جوي متكامل وهي تشتمل علي أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والانذار بالاضافة الي عناصر المراقبة الجوية بالنظر وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة الأمداء والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة علي الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.
تتم السيطرة علي منظومة الدفاع الجوي بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة علي مختلف المستويات وفي تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الالكترونية بهدف الضغط المستمر علي العدو الجوي وافشال فكره في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة. بناء منظومة الدفاع الجوي تتحقق من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها علي مجابهة العدو الجوي. بالاضافة الي التكامل بين عناصر منظومة الدفاع الجوي والذي يشمل التكامل الأفقي ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة.
التكامل الرأسي يتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد.
سجل مشرف
سيادة الفريق عبد العزيز سيف الدين... نجحت قوات الدفاع الجوي في ضرب أروع الأمثلة في البطولات والتضحيات خلال حرب أكتوبر المجيدة... كقوة رابعة بالقوات المسلحة المصرية...
نرجو إلقاء الضوء علي دور قوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر المجيدة.
ـ بعد نهاية حرب الاستنزاف والتي تمت في ظروف شديدة القسوة حيث خاضت قوات الدفاع الجوي معارك شرسة مع الطيران الاسرائيلي لم تعد الحرب بالنسبة له شيئا جديدا بل تحديا خطيرا يتوقف علي أدائه مصير الحرب كلها واستمرار هذا الدور خلال أكتوبر73 وكانت قوات الدفاع الجوي تؤدي دورها بكل اقتدار وثقة بالنفس.
وفي ذلك الوقت كان قد مضي علي حرب الاستنزاف أكثر من ثلاث سنوات أضاف الدفاع الجوي فيها الكثير الي امكانياته القتالية.
في ساعة1400 يوم السادس من أكتوبر عبرت(250) طائرة مصرية القناة وقامت بقصف مجموعة من الأهداف العسكرية في سيناء شملت المطارات ومواقع الدفاع الجوي ومحطات الاعاقة الإلكترونية ومراكز القيادة الاسرائيلية.
في ضوء نتائج أعمال قتال اليوم الأول كان من المتوقع لقوات الدفاع الجوي أن يتركز الهجوم الاسرائيلي علي تدمير الدفاع الجوي المصري وتدمير القوات المصرية في قواعدها وقصف القوات البرية المصرية واجهاض عملية الهجوم بالاضافة الي قصف أكثر الأهداف الحيوية تأثيرا علي سير الحرب وقد حاولت القوات الجوية الاسرائيلية تنفيذ هذه المهام ولكنها تكبدت خسائر كبيرة.
ففي مساء يوم8 أكتوبر عندما عاد رئيس الأركان الجنرال ديفيد اليعازر الي مكتبه واطلع علي تقارير القتال اكتشف أن خسائر قواته الجوية بلغت(44) طائرة( وكان هذا يعني أن اسرائيل ستخسر قواتها الجوية خلال أيام).
وفي اطار تنفيذ قوات الدفاع الجوي لمهامها خلال حرب أكتوبر1973 تعرضت لهجمات جوية يومية مستمرة وقد هاجمت الطائرات الاسرائيلية مواقع الرادار مرات عديدة لإحداث ثغرات في الحقل الراداري وبالتالي مفاجأة عناصر الدفاع الجوي الايجابية حيث كان الصمود في وجه العدو بعدم حدوث ثغرات في شبكة الانذار رغم اصابة بعض هوائيات أجهزة الرادار.
واختلفت التقديرات في عدد الطائرات التي خسرتها اسرائيل في أثناء حرب أكتوبر حيث أعلنت اسرائيل أنها خسرت(102) طائرة فقط وقدرت المصادر الغربية أن عدد الطائرات التي دمرها الدفاع الجوي المصري(180 ـ200) طائرة وأعلنت المصادر الشرقية أن اسرائيل فقدت(280) طائرة.
والواقع أن المشكلة الحقيقية بالنسبة لاسرائيل لم تكن في فقدان الطائرات( فقد استعاضتها بالفعل) ولكن المشكلة الحقيقية كانت هي فقدان الطيارين.
وبرغم اختلاف الآراء حول الخسائر في الطائرات الاسرائيلية في الحرب فقد شهد العالم أن الدفاع الجوي المصري قد استطاع أن يحيد القوات الجوية الاسرائيلية ومنعها من تنفيذ مهامها القتالية.
بطولات حرب الاستنزاف
سيادة الفريق.. تعتبر حرب الاستنزاف الخطوة الأولي لقياس القدرات الحقيقية للقوات المسلحة قبل حرب أكتوبر.1973 ما أهم معارك قوات الدفاع الجوي خلال مرحلتي الردع والاستنزاف وانعكاساتها علي نصر أكتوبر المجيد؟
ـ عقب حرب1967 وتشكيل القوة الرابعة كان علي قوات الدفاع الجوي والتي لم تكتمل بعد عبء التصدي لطائرات العدو التي تقصف يوميا مواقعنا ومدننا مما فرض علي قوات الدفاع الجوي الاعداد والتخطيط والدراسة الي جانب مهام القتال.
ومع بدء حرب الاستنزاف في مارس69 واجهت قوات الدفاع الجوي الهجمات الجوية بشجاعة نادرة مع الاصرار علي الاستمرار في القتال مهما كانت التضحيات
فخلال الفترة من مارس1969 حتي يناير1970 اتسمت اعمال الدفاع الجوي بالصمود أمام الهجمات الجوية الشرسة, وفي اطار السباق بين تطور تكتيكات القوات الجوية الإسرائيلية وتطور تكتيكات الدفاع الجوي تم وضع طائرات العدو باستمرار تحت تأثير النيران علي كافة الارتفاعات
ولقد ساهمت حرب الاستنزاف بدروس قيمة في تطوير التنظيم والتسليح لأسس الاستخدام لقوات الدفاع الجوي وزودتها بالخبرة التي كان لها الفضل في تنفيذ أعقد المهام وأخطرها في حرب اكتوبر1973 وقد تمثلت أهم هذه الدروس في:
التدريب الواقعي واكتساب الخبرة والتعرف علي نقاط القوة والضعف في العدو الجوي من واقع الممارسة الميدانية, وقد أثمرت خطط الخداع عن فاعلية منظومة الدفاع الجوي في المراحل الأخيرة من حرب الاستنزاف وذلك من خلال امتصاص معظم الضربات الجوية المعادية وعدم تمكين العدو من تحديد الشكل الحقيقي للموقع.
كما تم استنباط الأساليب والابتكارات التي ساهمت في التوصل للحلول العملية للمشاكل في مواجهة الغارات الإسرائيلية.
كما أتاحت حرب الاستنزاف الفرصة لأفراد الدفاع الجوي لاستيعاب الأسلحة الحديثة المعقدة والقدرة العالية علي استعادة الكفاءة القتالية.
القضاء علي الأسطورة
تباهت إسرائيل بقواتها الجوية بعد نكسة يونيو..67 كيف استطاعت قوات الدفاع الجوي القضاء علي هذه الأسطورة خلال حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد؟
ـ خرجت القوات المسلحة المصرية بعد هزيمة يونيو1967 بالعديد من الدروس أهمها سرعة بناء القوات المسلحة المصرية لاستعادة الأراضي المصرية التي تم احتلالها وذلك بالتخطيط والتنظيم العملي السليم فكان قرار انشاء قوات الدفاع الجوي كقوة رابعة ضمن قواتنا المسلحة مسئولة عن حماية الأهداف الحيوية بالدولة وتجمعات القوات المسلحة بمناطق تمركز علي الجبهة المصرية شرق وغرب قناة السويس وفي العمق الاستراتيجي للدولة.
وبدأ أول اختبار حقيقي لقوات الدفاع الجوي حينما بدأت غارات الطيران الإسرائيلي علي جبهة القناة وبعض الأهداف الحيوية في العمق.. حيث تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال هذه المرحلة من تكبيد القوات الإسرائيلية خسائر مستمرة في طائراته المروحية التي تقوم بالاستطلاع من الجانب الشرقي للقناة وتصحيح نيران مدفعية الميدان علاوة علي اسقاط مقاتلاته التي كانت تهاجم مواقع الدفاع الجوي غرب القناة بالاضافة الي دفع عدد من كتائب الصواريخ لتنفيذ كمائن نجحت في اسقاط العديد من طائرات العدو.
وفي عام73 وبعبور طائراتنا لقناة السويس إلي أهدافها المحددة ووسط هدير آلاف المدافع علي امتداد جبهة القتال تدمر خط بارليف ونقطه الحصينة... وبدأت معركة الدفاع الجوي أثناء العبور وخلال سير المعارك.. قامت قوات الدفاع الجوي بتأمين المجال الجوي للمقاتلات خاصة خلال تنفيذ الضربة الجوية الأولي وهذا الأداء المتجانس والمتكامل غير في المفاهيم العسكرية العالمية. فبالرغم من تطور الطائرات المعادية الا أننا قد تمكنا من تحطيم أسطورة القوات الجوية الإسرائيلية حيث أثبت رجال الدفاع الجوي أن التدريب الشاق والواقعي قبل المعركة كان أهم وأقوي اسلحتهم وأن نجاح قوات الدفاع الجوي في هذا اليوم أكد أن ماحدث في يونيو1967 لن يتكرر وأن التاريخ لن يكرر نفسه.
معركة الاسلحة المشتركة
ان معركة الأسلحة المشتركة الحديثة تعتمد اساسا علي القوات الجوية والصواريخ الموجهة وفي ظل انتشار بؤر الصراع في العالم وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط ماهو الدور الذي تقوم به قوات الدفاع الجوي في ظل هذه الظروف؟
ـ ان الدور الذي تقوم به قوات الدفاع الجوي في ظل انتشار بؤر التوتر علي الصعيد الدولي والاقليمي واعتماد المعركة الحديثة علي القصف الجوي واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في منظومة القتال أوجب علينا وضع تصور واضح لاستمرار تطوير قوات الدفاع الجوي في المرحلة القادمة ولابد أن يكون التطوير مبنيا علي فكر علمي..
ونحافظ علي قدرات الدفاع الجوي حتي يمكننا تحقيق المهام القتالية المكلفين بها ومجابهة العدائيات الجوية الحديثة من خلال تحديث المنظومة أو امتلاك معدات وأنظمة متطورة قادرة علي تحقيق التوازن والذي يتم تحقيقه حاليا من خلال الارتقاء بمستوي الاستعداد القتالي العالي والدائم لقوات الدفاع الجوي مع الارتقاء بمستوي التدريب لقوات الدفاع الجوي والاهتمام بالبحوث الفنية كإحدي الأدوات الرئيسية لامتلاك القدرات الذاتية وتطوير الأسلحة والمعدات فالمعيار النهائي لخطة تطوير الدفاع الجوي هو وصولها لتشكيل منظومة متكاملة من وسائل الاستطلاع والانذار والصواريخ والمدفعية والحرب الالكترونية للتعامل مع العدائيات الجوية الحديثة بالتعاون مع القوات الجوية علي مختلف الارتفاعات وفي كافة الظروف علي أن يتم السيطرة علي جميع عناصر المنظومة من خلال نظام متطور للقيادة والسيطرة.
تحرص القوات المسلحة علي التعاون العسكري مع العديد من الدول الصديقة العربية والأجنبية ماهي آفاق التعاون في مجال الدفاع الجوي؟
ـ انتهجت قواتنا المسلحة سياسة تنوع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة.
وتحرص قوات الدفاع الجوي علي التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تطوير وتحديث مالدينا من اسلحة ومعدات بالاضافة الي الحصول علي أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتي نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الاطار يتم تنظيم التعاون العسكري في مجالين أساسيين:
المجال الأول التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات واجراءات اعمال التطوير والتحديث التي تتطلب منظومة الدفاع الجوي المصري وطبقا لعقيدة القتال المصري بالاضافة الي اعمال العمرات واطالة اعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليا في خطة محددة ومستمرة.
المجال الثاني التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف علي أحدث أساليب التخطيط وادارة العمليات في هذه الدول وقوات الدفاع الجوي تسعي دائما لزيادة محاور التعاون في جميع المجالات سواء كان في مجال التدريب أو التطوير أو التحديث.
مواصفات خاصة
سيادة الفريق عبدالعزيز سيف الدين.. ان ماتقوم به قوات الدفاع الجوي من تطوير وتجديد في الأسلحة والمعدات يحتاج الي رجال يمتلكون القدرة علي الاستيعاب والابتكار.. في ظل هذه المفاهمين الحديثة كيف يتم اختيار وتدريب ضباط الدفاع الجوي؟
ـ إن قيادة قوات الدفاع الجوي تدرك أن الثورة الحقيقية تكمن في الفرد المقاتل, فكان الاهتمام باختيار ضابط الدفاع الجوي قبل التحاقة بكلية الدفاع الجوي طبقا لأسس ومعايير دقيقة لتقييم وتحديد العناصر التي تصلح للعمل بقوات الدفاع الجوي ويتم رفع المستوي التدريبي له من خلال:
1ـ اتباع سياسة راقية تعتمد علي استغلال جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة مع التوسع في استغلال المعدات الحديثة والحواسب.
2ـ تطوير المنشآت التعليمية بقوات الدفاع الجوي وايجاد قاعدة علمية لإمداد قوات الدفاع الجوي بالكوادر اللازمة والمدربة تدريبا عاليا.
3ـ تدريب الأفراد علي الرماية التخصصية في ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية في أحدث ميدان رماية لرمايات الدفاع الجوي بالمنطقة.
4ـ اعداد مخطط سنوي للدورات التدريبية المختلفة للضباط طبقا لاحتياجات قوات الدفاع الجوي والاهتمام بتأهيل الضباط لتولي الوظائف المناسبة للرتبة.
5ـ التطوير المستمر لمناهج التدريب المختلفة.
6ـ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف علي أحدث أساليب تخطيط ادارة العمليات في هذه الدول.
فمستوي ضابط الدفاع الجوي الآن وتأهيله العلمي وصل به الي درجة من المهارة والاحتراف في استخدام وتطوير أسلحة ومعدات الدفاع الجوي بما يجعله يتفوق علي أقرانه من الدول الأخري.
أهمية البحث العلمي
سيادة الفريق.. كيف يتم تدعيم مجال البحث العلمي لقوات الدفاع الجوي؟
نحن نؤمن بأن العلم والبحث العلمي هو أساس تقدم الأمم والشعوب.. ويعتبر مركز البحوث الفنية والتطوير بقوات دجو هو الجهة المنوطة بالتحديث والتطوير وإجراء التعديلات التي تناسب الاستخدام العملياتي لمعدات الدفاع الجوي.. بالإستفادة من خبرات الضباط المهندسين المؤهلين بالدرجات العلمية العليا( الدكتوراه/ الماجستير)/ الفنيين/ وأطقم القتال المستخدمة للأجهزة والمعدات من خلال مراحل متكاملة بالإستفادة من التطور العلمي والتكنولوجي العالمي في تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المماثلة علي مستوي القوات المسلحة.
وقد انتهجت قوات الدفاع الجوي نهجا علميا للتطوير من خلال التركيز علي مجال البحث العلمي.. يضاهي بل يتفوق علي منظومات الدفاع الجوي الحديثة في العديد من الدول المتقدمة.. لتحقيق الهدف النهائي للتطوير والتحديث وهو تنمية القدرات والإمكانيات القتالية للقوات..
التدريب المشترك
سيادة الفريق.. تحرص القوات المسلحة علي التعاون العسكري مع الدول الصديقة سواء عربية أو أجنبية في مجال التدريب أو التسليح.. فما هي آفاق التعاون في مجال الدفاع الجوي؟
إنتهجت قواتنا المسلحة سياسة تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالإستفادة من أطر التعاون مع الدول المختلفة.
وتحرص قوات الدفاع الجوي علي التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري.. من خلال تطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات.. بالإضافة الي الحصول علي أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية.. حتي نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري في مجالين أساسيين:
المجال الأول:
التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات والإمكانيات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري.. وطبقا لعقيدة القتال المصرية
المجال الثاني:
التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في تنفيذ التدريبات المشتركة لإكتساب الخبرات والتعرف علي أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول.. وتسعي قوات الدفاع الجوي دائما لزيادة محاور التعاون في كل المجالات سواء في مجال التدريب أو التطوير أو التحديث.
وشدد الفريق سيف الدين علي انه لا صحة مطلقا لما أشاعه البعض من ان طائرات اسرائيلية قامت باختراق مجالنا الجوي وبصفة خاصة في سيناء مؤكدا أن اسرائيل لم ولن تجرؤ علي اختراق سمائنا حتي ولو استخدمت الطائرات بدون طيار أو طارت طائراتها علي ارتفاعات منخفضة فعيون رجال قوات الدفاع الجوي الساهرة تراقب كل شبر في سماء مصر بصفة عامة وسيناء بصفة خاصة سواء قبل أحداث ثورة25 يناير أو بعدها.
صرح بذلك الفريق عبد العزيز سيف الدين في لقاء مع المحررين العسكريين بمناسبة العيد الواحد والأربعين لقوات الدفاع الجوي واكتمال بناء حائط الصواريخ,وقال: ان قوات الدفاع الجوي تتميز بالقدرة العالية علي المناورة التي تتمتع بها وسائل الهجوم الجوي سواء الطائرات أو الأسلحة التي تطلق منها حيث يقاس عامل الوقت باجزاء من الثانية.
كما أشار إلي أن التطور في التكنولوجيا العسكرية للطائرات خاصة في مجال السرعة والمدي والتسليح والحمولة والاخفاء الراداري قابله تطور مماثل في اسلحة ومعدات الدفاع الجوي.
فعلي سبيل المثال عندما ظهرت بوادر نجاح الطائرة الشبح عكفت مراكز الأبحاث علي تطوير وانتاج نوعيات جديدة من الرادارات قادرة علي اكتشاف هذه الطائرة بتطوير تكنولوجيا الرادارات واستخدام اطوال جديدة للموجات تتغلب علي تكنولوجيا الاخفاء الراداري, بالاضافة إلي زيادة كفاءة أنظمة الكشف السلبي التي تعتمد علي الاشعاع الصادر من الطائرة سواء كان اشعاعا كهرومغناطيسيا من الأجهزة اللاسلكية والملاحية أو أجهزة الرادار المحمولة في الطائرة أو اشعاعا حراريا من المحرك وجسم الطائرة بالاضافة إلي تطوير وسائل الكشف الكهروبصري باستخدام اشعة الليزر. ولعل منظومة الدفاع الجوي المصري بما تملكه من عنصر المراقبة الجوية بالنظر ضمن وسائلها للاستطلاع والانذار الجوي تضع حلا مناسبا لاكتشاف مثل هذه الطائرة.
أما عن حول المستوي الذي وصلت اليه اسلحة منظومة الدفاع الجوي والجديد من أسلحة الدفاع الجوي فأكد أن مسيرة التطوير والتحديث بقوات الدفاع الجوي لا تقتصر علي الحصول علي اسلحة جديدة فقط ولكنها تسير في محورين اساسيين, الأول يتمثل في التطوير لمواجهة العدائيات الجوية الحديثة وتحديث معدات القيادة والسيطرة الآلية, والمحور الثاني يتمثل في المتابعة والسعي للحصول علي أحدث ما تنتجه ترسانات العالم شرقا وغربا من أسلحة ومعدات الدفاع الجوي والتي تتماشي مع تحقيق التكامل والتوازن لمنظومة الدفاع الجوي المصري وفقا لعقيدة القتال المصري مثل أجهزة الرادار الثنائية بالاعتماد علي كافة الاتجاهات سواء بالخبرات المصرية أو بالتعاون مع الدول الصديقة.
وأشار إلي ان التحديث الدائم والمستمر في الأسلحة والمعدات التي بين ايدينا ليس فقط في النظم ولكن ايضا في اساليب وفكر الاستخدام لهذه الأسلحة والمعدات كما شمل التطوير ايضا تحديث أنظمة الرادار باضافة رادارات حديثة وتم ادخال نوعيات من أجهزة رادار الانذار الحديثة والمتطورة والتي تحقق مديات كشف رداري كبيرة والقدرة علي الكشف علي مختلف الارتفاعات وتحت كافة الظروف.
وعن دور رجال الدفاع الجوي في تأمين الجبهة الداخلية أكد الفريق عبدالعزيز سيف ان عناصر الدفاع الجوي تنتشر في كافة ربوع مصر وقد تم تكليفهم بتأمين الجبهة الداخلية بجوار مهمتهم الأساسية بعد أحداث25 يناير فمثلا فرع الشرطة العسكرية في الدفاع الجوي بقيادة العميد شبل عبدالجواد نجح افراده في تأمين منطقة المقطم وهي من المناطق الصعبة وكذلك منطقة الزرائب كما قامت بالقبض علي700 هارب من السجون والبلطجية الذين حاولوا نشر اعمال الترهيب والسرقة.
وعن مراحل تطور قوات الدفاع الجوي قال:
ـ ظهرت معدات الدفاع الجوي لأول مرة في بداية عام1938 بتكوين بطارية مدفعية مضادة للطائرات ثم تطورات عام1939 لتصبح باجمالي2 وحدة مدفعية م ط و بطارية أنوار كاشفة وكانت مهمة هذه الوحدات هي توفير الدفاع م ط عن مدينة القاهرة والأسكندرية وفي الحرب العالمية الثانية تطور استخدام المدفعية م ط بنهاية عام1945 من خلال دعمها بأجهزة رادارية تستخدم لضبط نيران المدفعية وبنهاية الحرب العالمية الثانية خرجت المدفعية م ط وقد أرست قواعد استخداماتها العسكرية التي لا نزال نعمل بها حتي اليوم طبقا لأسس الاستخدام القتالي.
كان لوحدات المدفعية م ط دور كبير في الاشتراك لصد العدوان الثلاثي علي مصر في عام.1956 بدأ الاعداد لدخول الصواريخ المضادة للطائرات بمسمي( مشروع عامر) في أوائل عام1961 بدأ تشكيل وتدريب وحدات الصواريخ الموجهة م ـ ط مع بداية عام1962 بواسطة الخبراء السوفيت والأطقم المصرية الذين حصلوا علي دورات تخصصية في الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات بروسيا. بدأ أول ظهور لمنظومة الدفاع الجوي بأنظمته المتعددة بنهاية عام1963 لحماية سماء مصر بدءا من حرب الاستنزاف وروعة الأداء في تنفيذ مهامها القتالية بنجاح خلال تلك الفترة وحتي حرب أكتوبر المجيدة...1973 والتي تمكنت خلالها من الاطاحة بالذراع الطويلة للقوات الاسرائيلية.
ملاحقة التطور
أما عن مواكبة قوات الدفاع الجوي لعمليات التطوير التكنولوجي الذي يشهده العالم الآن في مجال التسليح.
فأشار الفريق عبد العزيز سيف الي أن تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوي يعتمد علي منهج علمي مدروس بعناية فائقة بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات واجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري وطبقا لعقيدة القتال المصرية بالاضافة الي أعمال العمرات واطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليا في إطار خطة طويلة ومستمرة.
وهناك محور أساسي ورئيسي في التطوير وهو المتابعة المستمرة والدراسة الجادة لكل ما هو موجود وينتج حديثا علي الساحة العالمية من نظم الدفاع الجوي ثم نسعي الي امتلاكها إذا كان متوافقا مع احتياجاتنا.
أيضا هناك محور آخر للتطوير المستقبلي وهو تطوير العملية التعليمية للمقاتل من ضابط أو ضابط صف أو جندي من خلال تطوير المنشآت التعليمية اداريا برفع كفاءة المنشآت والطرق والايواء... وعلميا بتطوير القاعات والمعامل بجميع أنواعها والفصول التعليمية بما يتواكب مع أحدث ما في العصر من نظم ووسائل التعليم وبما ينعكس علي أداء المقاتل وأسلوب استخدامه للمعدات والأسلحة.
ونحن نؤكد أننا دائما مشغولون بتطوير منظومة الدفاع الجوي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتطور الهائل الذي يشهده العالم في تكنولوجيا التسليح.
سيادة الفريق.. تشتمل قوات الدفاع الجوي علي العديد من الأنظمة المتنوعة داخل منظومة عمل متكاملة.. من وجهة نظر سيادتكم ما أهم ملامح ومتطلبات بناء هذه المنظومة؟
ـ الدفاع الجوي هو مجموعة من الاجراءات التي تهدف الي منع وتعطيل العدو الجوي عن تنفيذ مهمته أو تدميره بوسائل دفاع جوي ثابتة ومتحركة طبقا لطبيعة الهدف الحيوي والقوات المدافع عنها. تنفيذ مهام الدفاع الجوي يتطلب اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة دفاع جوي متكامل وهي تشتمل علي أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والانذار بالاضافة الي عناصر المراقبة الجوية بالنظر وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة الأمداء والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة علي الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.
تتم السيطرة علي منظومة الدفاع الجوي بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة علي مختلف المستويات وفي تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الالكترونية بهدف الضغط المستمر علي العدو الجوي وافشال فكره في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة. بناء منظومة الدفاع الجوي تتحقق من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها علي مجابهة العدو الجوي. بالاضافة الي التكامل بين عناصر منظومة الدفاع الجوي والذي يشمل التكامل الأفقي ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة.
التكامل الرأسي يتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد.
سجل مشرف
سيادة الفريق عبد العزيز سيف الدين... نجحت قوات الدفاع الجوي في ضرب أروع الأمثلة في البطولات والتضحيات خلال حرب أكتوبر المجيدة... كقوة رابعة بالقوات المسلحة المصرية...
نرجو إلقاء الضوء علي دور قوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر المجيدة.
ـ بعد نهاية حرب الاستنزاف والتي تمت في ظروف شديدة القسوة حيث خاضت قوات الدفاع الجوي معارك شرسة مع الطيران الاسرائيلي لم تعد الحرب بالنسبة له شيئا جديدا بل تحديا خطيرا يتوقف علي أدائه مصير الحرب كلها واستمرار هذا الدور خلال أكتوبر73 وكانت قوات الدفاع الجوي تؤدي دورها بكل اقتدار وثقة بالنفس.
وفي ذلك الوقت كان قد مضي علي حرب الاستنزاف أكثر من ثلاث سنوات أضاف الدفاع الجوي فيها الكثير الي امكانياته القتالية.
في ساعة1400 يوم السادس من أكتوبر عبرت(250) طائرة مصرية القناة وقامت بقصف مجموعة من الأهداف العسكرية في سيناء شملت المطارات ومواقع الدفاع الجوي ومحطات الاعاقة الإلكترونية ومراكز القيادة الاسرائيلية.
في ضوء نتائج أعمال قتال اليوم الأول كان من المتوقع لقوات الدفاع الجوي أن يتركز الهجوم الاسرائيلي علي تدمير الدفاع الجوي المصري وتدمير القوات المصرية في قواعدها وقصف القوات البرية المصرية واجهاض عملية الهجوم بالاضافة الي قصف أكثر الأهداف الحيوية تأثيرا علي سير الحرب وقد حاولت القوات الجوية الاسرائيلية تنفيذ هذه المهام ولكنها تكبدت خسائر كبيرة.
ففي مساء يوم8 أكتوبر عندما عاد رئيس الأركان الجنرال ديفيد اليعازر الي مكتبه واطلع علي تقارير القتال اكتشف أن خسائر قواته الجوية بلغت(44) طائرة( وكان هذا يعني أن اسرائيل ستخسر قواتها الجوية خلال أيام).
وفي اطار تنفيذ قوات الدفاع الجوي لمهامها خلال حرب أكتوبر1973 تعرضت لهجمات جوية يومية مستمرة وقد هاجمت الطائرات الاسرائيلية مواقع الرادار مرات عديدة لإحداث ثغرات في الحقل الراداري وبالتالي مفاجأة عناصر الدفاع الجوي الايجابية حيث كان الصمود في وجه العدو بعدم حدوث ثغرات في شبكة الانذار رغم اصابة بعض هوائيات أجهزة الرادار.
واختلفت التقديرات في عدد الطائرات التي خسرتها اسرائيل في أثناء حرب أكتوبر حيث أعلنت اسرائيل أنها خسرت(102) طائرة فقط وقدرت المصادر الغربية أن عدد الطائرات التي دمرها الدفاع الجوي المصري(180 ـ200) طائرة وأعلنت المصادر الشرقية أن اسرائيل فقدت(280) طائرة.
والواقع أن المشكلة الحقيقية بالنسبة لاسرائيل لم تكن في فقدان الطائرات( فقد استعاضتها بالفعل) ولكن المشكلة الحقيقية كانت هي فقدان الطيارين.
وبرغم اختلاف الآراء حول الخسائر في الطائرات الاسرائيلية في الحرب فقد شهد العالم أن الدفاع الجوي المصري قد استطاع أن يحيد القوات الجوية الاسرائيلية ومنعها من تنفيذ مهامها القتالية.
بطولات حرب الاستنزاف
سيادة الفريق.. تعتبر حرب الاستنزاف الخطوة الأولي لقياس القدرات الحقيقية للقوات المسلحة قبل حرب أكتوبر.1973 ما أهم معارك قوات الدفاع الجوي خلال مرحلتي الردع والاستنزاف وانعكاساتها علي نصر أكتوبر المجيد؟
ـ عقب حرب1967 وتشكيل القوة الرابعة كان علي قوات الدفاع الجوي والتي لم تكتمل بعد عبء التصدي لطائرات العدو التي تقصف يوميا مواقعنا ومدننا مما فرض علي قوات الدفاع الجوي الاعداد والتخطيط والدراسة الي جانب مهام القتال.
ومع بدء حرب الاستنزاف في مارس69 واجهت قوات الدفاع الجوي الهجمات الجوية بشجاعة نادرة مع الاصرار علي الاستمرار في القتال مهما كانت التضحيات
فخلال الفترة من مارس1969 حتي يناير1970 اتسمت اعمال الدفاع الجوي بالصمود أمام الهجمات الجوية الشرسة, وفي اطار السباق بين تطور تكتيكات القوات الجوية الإسرائيلية وتطور تكتيكات الدفاع الجوي تم وضع طائرات العدو باستمرار تحت تأثير النيران علي كافة الارتفاعات
ولقد ساهمت حرب الاستنزاف بدروس قيمة في تطوير التنظيم والتسليح لأسس الاستخدام لقوات الدفاع الجوي وزودتها بالخبرة التي كان لها الفضل في تنفيذ أعقد المهام وأخطرها في حرب اكتوبر1973 وقد تمثلت أهم هذه الدروس في:
التدريب الواقعي واكتساب الخبرة والتعرف علي نقاط القوة والضعف في العدو الجوي من واقع الممارسة الميدانية, وقد أثمرت خطط الخداع عن فاعلية منظومة الدفاع الجوي في المراحل الأخيرة من حرب الاستنزاف وذلك من خلال امتصاص معظم الضربات الجوية المعادية وعدم تمكين العدو من تحديد الشكل الحقيقي للموقع.
كما تم استنباط الأساليب والابتكارات التي ساهمت في التوصل للحلول العملية للمشاكل في مواجهة الغارات الإسرائيلية.
كما أتاحت حرب الاستنزاف الفرصة لأفراد الدفاع الجوي لاستيعاب الأسلحة الحديثة المعقدة والقدرة العالية علي استعادة الكفاءة القتالية.
القضاء علي الأسطورة
تباهت إسرائيل بقواتها الجوية بعد نكسة يونيو..67 كيف استطاعت قوات الدفاع الجوي القضاء علي هذه الأسطورة خلال حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد؟
ـ خرجت القوات المسلحة المصرية بعد هزيمة يونيو1967 بالعديد من الدروس أهمها سرعة بناء القوات المسلحة المصرية لاستعادة الأراضي المصرية التي تم احتلالها وذلك بالتخطيط والتنظيم العملي السليم فكان قرار انشاء قوات الدفاع الجوي كقوة رابعة ضمن قواتنا المسلحة مسئولة عن حماية الأهداف الحيوية بالدولة وتجمعات القوات المسلحة بمناطق تمركز علي الجبهة المصرية شرق وغرب قناة السويس وفي العمق الاستراتيجي للدولة.
وبدأ أول اختبار حقيقي لقوات الدفاع الجوي حينما بدأت غارات الطيران الإسرائيلي علي جبهة القناة وبعض الأهداف الحيوية في العمق.. حيث تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال هذه المرحلة من تكبيد القوات الإسرائيلية خسائر مستمرة في طائراته المروحية التي تقوم بالاستطلاع من الجانب الشرقي للقناة وتصحيح نيران مدفعية الميدان علاوة علي اسقاط مقاتلاته التي كانت تهاجم مواقع الدفاع الجوي غرب القناة بالاضافة الي دفع عدد من كتائب الصواريخ لتنفيذ كمائن نجحت في اسقاط العديد من طائرات العدو.
وفي عام73 وبعبور طائراتنا لقناة السويس إلي أهدافها المحددة ووسط هدير آلاف المدافع علي امتداد جبهة القتال تدمر خط بارليف ونقطه الحصينة... وبدأت معركة الدفاع الجوي أثناء العبور وخلال سير المعارك.. قامت قوات الدفاع الجوي بتأمين المجال الجوي للمقاتلات خاصة خلال تنفيذ الضربة الجوية الأولي وهذا الأداء المتجانس والمتكامل غير في المفاهيم العسكرية العالمية. فبالرغم من تطور الطائرات المعادية الا أننا قد تمكنا من تحطيم أسطورة القوات الجوية الإسرائيلية حيث أثبت رجال الدفاع الجوي أن التدريب الشاق والواقعي قبل المعركة كان أهم وأقوي اسلحتهم وأن نجاح قوات الدفاع الجوي في هذا اليوم أكد أن ماحدث في يونيو1967 لن يتكرر وأن التاريخ لن يكرر نفسه.
معركة الاسلحة المشتركة
ان معركة الأسلحة المشتركة الحديثة تعتمد اساسا علي القوات الجوية والصواريخ الموجهة وفي ظل انتشار بؤر الصراع في العالم وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط ماهو الدور الذي تقوم به قوات الدفاع الجوي في ظل هذه الظروف؟
ـ ان الدور الذي تقوم به قوات الدفاع الجوي في ظل انتشار بؤر التوتر علي الصعيد الدولي والاقليمي واعتماد المعركة الحديثة علي القصف الجوي واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في منظومة القتال أوجب علينا وضع تصور واضح لاستمرار تطوير قوات الدفاع الجوي في المرحلة القادمة ولابد أن يكون التطوير مبنيا علي فكر علمي..
ونحافظ علي قدرات الدفاع الجوي حتي يمكننا تحقيق المهام القتالية المكلفين بها ومجابهة العدائيات الجوية الحديثة من خلال تحديث المنظومة أو امتلاك معدات وأنظمة متطورة قادرة علي تحقيق التوازن والذي يتم تحقيقه حاليا من خلال الارتقاء بمستوي الاستعداد القتالي العالي والدائم لقوات الدفاع الجوي مع الارتقاء بمستوي التدريب لقوات الدفاع الجوي والاهتمام بالبحوث الفنية كإحدي الأدوات الرئيسية لامتلاك القدرات الذاتية وتطوير الأسلحة والمعدات فالمعيار النهائي لخطة تطوير الدفاع الجوي هو وصولها لتشكيل منظومة متكاملة من وسائل الاستطلاع والانذار والصواريخ والمدفعية والحرب الالكترونية للتعامل مع العدائيات الجوية الحديثة بالتعاون مع القوات الجوية علي مختلف الارتفاعات وفي كافة الظروف علي أن يتم السيطرة علي جميع عناصر المنظومة من خلال نظام متطور للقيادة والسيطرة.
تحرص القوات المسلحة علي التعاون العسكري مع العديد من الدول الصديقة العربية والأجنبية ماهي آفاق التعاون في مجال الدفاع الجوي؟
ـ انتهجت قواتنا المسلحة سياسة تنوع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة.
وتحرص قوات الدفاع الجوي علي التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تطوير وتحديث مالدينا من اسلحة ومعدات بالاضافة الي الحصول علي أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتي نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الاطار يتم تنظيم التعاون العسكري في مجالين أساسيين:
المجال الأول التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات واجراءات اعمال التطوير والتحديث التي تتطلب منظومة الدفاع الجوي المصري وطبقا لعقيدة القتال المصري بالاضافة الي اعمال العمرات واطالة اعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليا في خطة محددة ومستمرة.
المجال الثاني التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف علي أحدث أساليب التخطيط وادارة العمليات في هذه الدول وقوات الدفاع الجوي تسعي دائما لزيادة محاور التعاون في جميع المجالات سواء كان في مجال التدريب أو التطوير أو التحديث.
مواصفات خاصة
سيادة الفريق عبدالعزيز سيف الدين.. ان ماتقوم به قوات الدفاع الجوي من تطوير وتجديد في الأسلحة والمعدات يحتاج الي رجال يمتلكون القدرة علي الاستيعاب والابتكار.. في ظل هذه المفاهمين الحديثة كيف يتم اختيار وتدريب ضباط الدفاع الجوي؟
ـ إن قيادة قوات الدفاع الجوي تدرك أن الثورة الحقيقية تكمن في الفرد المقاتل, فكان الاهتمام باختيار ضابط الدفاع الجوي قبل التحاقة بكلية الدفاع الجوي طبقا لأسس ومعايير دقيقة لتقييم وتحديد العناصر التي تصلح للعمل بقوات الدفاع الجوي ويتم رفع المستوي التدريبي له من خلال:
1ـ اتباع سياسة راقية تعتمد علي استغلال جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة مع التوسع في استغلال المعدات الحديثة والحواسب.
2ـ تطوير المنشآت التعليمية بقوات الدفاع الجوي وايجاد قاعدة علمية لإمداد قوات الدفاع الجوي بالكوادر اللازمة والمدربة تدريبا عاليا.
3ـ تدريب الأفراد علي الرماية التخصصية في ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية في أحدث ميدان رماية لرمايات الدفاع الجوي بالمنطقة.
4ـ اعداد مخطط سنوي للدورات التدريبية المختلفة للضباط طبقا لاحتياجات قوات الدفاع الجوي والاهتمام بتأهيل الضباط لتولي الوظائف المناسبة للرتبة.
5ـ التطوير المستمر لمناهج التدريب المختلفة.
6ـ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف علي أحدث أساليب تخطيط ادارة العمليات في هذه الدول.
فمستوي ضابط الدفاع الجوي الآن وتأهيله العلمي وصل به الي درجة من المهارة والاحتراف في استخدام وتطوير أسلحة ومعدات الدفاع الجوي بما يجعله يتفوق علي أقرانه من الدول الأخري.
أهمية البحث العلمي
سيادة الفريق.. كيف يتم تدعيم مجال البحث العلمي لقوات الدفاع الجوي؟
نحن نؤمن بأن العلم والبحث العلمي هو أساس تقدم الأمم والشعوب.. ويعتبر مركز البحوث الفنية والتطوير بقوات دجو هو الجهة المنوطة بالتحديث والتطوير وإجراء التعديلات التي تناسب الاستخدام العملياتي لمعدات الدفاع الجوي.. بالإستفادة من خبرات الضباط المهندسين المؤهلين بالدرجات العلمية العليا( الدكتوراه/ الماجستير)/ الفنيين/ وأطقم القتال المستخدمة للأجهزة والمعدات من خلال مراحل متكاملة بالإستفادة من التطور العلمي والتكنولوجي العالمي في تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المماثلة علي مستوي القوات المسلحة.
وقد انتهجت قوات الدفاع الجوي نهجا علميا للتطوير من خلال التركيز علي مجال البحث العلمي.. يضاهي بل يتفوق علي منظومات الدفاع الجوي الحديثة في العديد من الدول المتقدمة.. لتحقيق الهدف النهائي للتطوير والتحديث وهو تنمية القدرات والإمكانيات القتالية للقوات..
التدريب المشترك
سيادة الفريق.. تحرص القوات المسلحة علي التعاون العسكري مع الدول الصديقة سواء عربية أو أجنبية في مجال التدريب أو التسليح.. فما هي آفاق التعاون في مجال الدفاع الجوي؟
إنتهجت قواتنا المسلحة سياسة تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالإستفادة من أطر التعاون مع الدول المختلفة.
وتحرص قوات الدفاع الجوي علي التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري.. من خلال تطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات.. بالإضافة الي الحصول علي أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية.. حتي نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري في مجالين أساسيين:
المجال الأول:
التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات والإمكانيات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري.. وطبقا لعقيدة القتال المصرية
المجال الثاني:
التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في تنفيذ التدريبات المشتركة لإكتساب الخبرات والتعرف علي أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول.. وتسعي قوات الدفاع الجوي دائما لزيادة محاور التعاون في كل المجالات سواء في مجال التدريب أو التطوير أو التحديث.