برشلونة
سيستقبل ريال مدريد في كلاسيكو العالم مساء الاحد في ستاد كامب نو ، وسنظل
نحن في الوطن العربي وفلسطين نشغل أنفسنا بمن نشجع ومن نؤيد في الكلاسيكو
حسب ميولنا الكروية ، أم حسب المواقف السياسية للناديين من قضية فلسطين؟
■■ وقد فرض هذا التساؤل نفسه علينا ، في ضوء قصة حضور هذه المباراة للجندي الاسرائيلي الخايب جلعاد شاليط الذي تعرض للأسر من فوق دبابته كالفأر المذعور بواسطة أبطال وأشاوس المقاومة الفلسطينية ، لتتمكن فلسطين في النهاية وبعد خمس سنوات من أسره ، من إستبداله ب1000 أسير فلسطيني ، وخرج إعلام الكيان الصهيوني ليصوره ويسوقه للعالم ، بطلاً جسوراً، وهو في حقيقة الأمر مجرد جندي تافه جبان ألقى سلاحه وخرج مرتعدا من دبابته، وإقتيد ذليلاً تحت جنح الظلام وسط المئات من زملائه الصهاينة المدججين بالسلاح ،في مغامرة ملحمية لأبطال المقاومة الشجعان .
■■ وقبل أن أجيب على التساؤل الذي طرحته في البداية ، يجب أن أشيد وأشير بكل إحترام إلى النجم الكروي الفلسطيني البطل محمود السرسك الذي أعلن إعتذاره عن عدم حضور المباراة بعد تلقيه " دعوة " من برشلونة ، لرفضه التواجد في نفس المكان وبنفس الكيفية والدعوة مع الخايب شاليط .. رفض السرسك أن تتم مقارنته بالجندي شاليط الذي تعرض للأسر في عملية عسكرية موجهة ضد أهل فلسطين ، فهو يمثل كيان الاحتلال الصهيوني بكل شراسته وجرائمه وقتله الرضع والأطفال والنساء والعجائز والذي يمثل إرهاب الدولة ، بينما صنع السرسك إسمه وبطولته الملحمية عندما تعرض لإعتقال ظالم لدى عبوره أحد المعابر متجهاً من غزة إلى رام الله، للعب بأحد أندية الضفة الغربية ، كلاعب كرة محترف، وحاولوا إتهامه دون جدوي بضلوعه في عمليات المقاومة وظل 3 سنوات يحاول إثبات براءته ولجأ لسلاح الإضراب عن الطعام لفترة قياسية لمدة 96 يوماً ، مما جعل المنظمات العالمية والكيانات الرياضية والسياسية تضغط على حكومة الكيان الصهيوني لإطلاق سراحه .. وخلال فترة سجنه وإضرابه الطويل عن الطعام الذي يحتاج إلى إرادة بطل راسخ وصمود جبل شاهق ، رفض محمود السرسك كل الإغراءات والتعذيب والضغوط وحارب في معركة الأمعاء الخاوية ، جيشا كاملاً ، حتى انتصر وأجبر المحتلين على إطلاق سراحه .. بالله عليكم كيف نقارن هذا البطل بذاك الجبان الرعديد شاليط ؟
■■
■■ وقد فرض هذا التساؤل نفسه علينا ، في ضوء قصة حضور هذه المباراة للجندي الاسرائيلي الخايب جلعاد شاليط الذي تعرض للأسر من فوق دبابته كالفأر المذعور بواسطة أبطال وأشاوس المقاومة الفلسطينية ، لتتمكن فلسطين في النهاية وبعد خمس سنوات من أسره ، من إستبداله ب1000 أسير فلسطيني ، وخرج إعلام الكيان الصهيوني ليصوره ويسوقه للعالم ، بطلاً جسوراً، وهو في حقيقة الأمر مجرد جندي تافه جبان ألقى سلاحه وخرج مرتعدا من دبابته، وإقتيد ذليلاً تحت جنح الظلام وسط المئات من زملائه الصهاينة المدججين بالسلاح ،في مغامرة ملحمية لأبطال المقاومة الشجعان .
■■ وقبل أن أجيب على التساؤل الذي طرحته في البداية ، يجب أن أشيد وأشير بكل إحترام إلى النجم الكروي الفلسطيني البطل محمود السرسك الذي أعلن إعتذاره عن عدم حضور المباراة بعد تلقيه " دعوة " من برشلونة ، لرفضه التواجد في نفس المكان وبنفس الكيفية والدعوة مع الخايب شاليط .. رفض السرسك أن تتم مقارنته بالجندي شاليط الذي تعرض للأسر في عملية عسكرية موجهة ضد أهل فلسطين ، فهو يمثل كيان الاحتلال الصهيوني بكل شراسته وجرائمه وقتله الرضع والأطفال والنساء والعجائز والذي يمثل إرهاب الدولة ، بينما صنع السرسك إسمه وبطولته الملحمية عندما تعرض لإعتقال ظالم لدى عبوره أحد المعابر متجهاً من غزة إلى رام الله، للعب بأحد أندية الضفة الغربية ، كلاعب كرة محترف، وحاولوا إتهامه دون جدوي بضلوعه في عمليات المقاومة وظل 3 سنوات يحاول إثبات براءته ولجأ لسلاح الإضراب عن الطعام لفترة قياسية لمدة 96 يوماً ، مما جعل المنظمات العالمية والكيانات الرياضية والسياسية تضغط على حكومة الكيان الصهيوني لإطلاق سراحه .. وخلال فترة سجنه وإضرابه الطويل عن الطعام الذي يحتاج إلى إرادة بطل راسخ وصمود جبل شاهق ، رفض محمود السرسك كل الإغراءات والتعذيب والضغوط وحارب في معركة الأمعاء الخاوية ، جيشا كاملاً ، حتى انتصر وأجبر المحتلين على إطلاق سراحه .. بالله عليكم كيف نقارن هذا البطل بذاك الجبان الرعديد شاليط ؟
■■
إذا
كان ذكاء المقاومة الفلسطينية ، قد مكنها من إستغلال أسر شاليط ، لإطلاق
سراح 1000 أسير فلسطيني مقابل الإفراج عن هذا الشاليط ، فإنه في الحقيقة لا
يساوي " ظُفر" أسير فلسطيني واحد ، وعند المقارنة العادلة بين البطل محمود
السرسك والتافه شاليط ، فإن السرسك يساوي ألف ألف شاليط ، وبطولة ورجولة
وصمود وعناد السرسك تساوي مليون شاليط .. ولهذا احترمت السرسك عندما أخبرني
هاتفيا في مكالمة بيننا يوم الاربعاء الماضي الثالث من اكتوبر ، أنه رغم
حبه للبارسا ورغبته في مشاهدة مباراة الكلاسيكو في الكامب نو ، فإنه قرر
رفض حضور المباراة وتلبية " الدعوة " ، لأن برشلونة يساوي بين الجندي
المحتل والعدو السجان الظالم ، والبطل المقهور الذي انتصر على جبروت وظلم
وبطش جيش الاحتلال الاسرائيلي .. وقد قلت للسرسك أنني شخصيا وموقع " "
نشعر بمدى التقصير الإعلامي الفلسطيني والعربي في حقه ، وعدم إبراز بطولته
وقصته الملحمية كلاعب كرة قهر السجن والاحتلال ، بإضرابه الذي هز العالم
أجمع ، ولكنه لم يهز ، مسؤولي الرياضة والاعلام العربي .. وأعتقد أنه آن
الاوان لكي يتم تكريم السرسك بحضوره كل كلاسيكو او ديربي عربي كبير ..
وإذا كان النادي الافريقي التونسي قد تقدم بدعوة السرسك لتكريمه هذه الايام
، فإنني سأطلب من صديقي الكبير الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس اتحاد الكرة
البحريني ورئيس اللجنة المنظمة لدورة كأس الخليج العربي الذي سيقام في
ينابر المقبل بمدينة المنامة ، أن يكون السرسك هو ضيف شرف هذه البطولة ،
وأعتقد أنه سيرحب كثيرا بهذا التكريم .
■■ أخيراً
أعود إلى السؤال الذي بدأت به ، وأقولها بكل مرارة لكافة مشجعي الفريقين
من العرب ، وبعضهم من مشجعي البارسا أرسل لي إيميلات بعدم مهاجمة البارسا
بسبب موقفه من شاليط ، لأن ريال مدريد هو الآخر سبق أن إستقبل على ملعبه
وخلال تدريب فريقه الاول شيمعون بيريز رئيس الكيان الصهيوني ، حيث قوبل
بحفاوة وأحضان وصور تذكارية من مورينيو وكريستيانو وكاسياس وكاكا وكافة
نجوم الفريق ، وأيضا هناك مدريديون يذكرونني بزيارة نجم البارسا بيكيه
لحائط المبكى في دولة الكيان الصهيوني، وغيرها من المواقف والحكايات التي
لا تفرق بين العرب والصهاينة ، أو تنحاز للحق العربي في فلسطين ، رغم أننا
في معظم دولنا العربية ، نستقبل كلا الناديين بحفاوة رائعة، ونغدق عليهما
في الرعاية والبزينس، ويشجعهما شبابنا بأفضل ما نشجع فرقنا المحلية او
منتخباتنا الوطنية .. وهذه النقطة الأخيرة بالذات خيبة كبيرة وسذاجة فائقة
.. فلنعجب بكرتهم ومهارات نجومهما ونشاهد مبارياتهما ونستمتع بها ، ولكن
بدون هذا الولاء والانتماء والاخلاص الجنوني المتعصب لفريقين ، لا ينتميان
إلا لمصالحهما الخاصة وهم لن يشعروا بالجماهير العربية حتى لو كانت أكثر
من 376 مليون عربي في مواجهة أقل من 8 مليون اسرائيلي .. بكل مرارة أقولها
لكافة جماهيرنا العربية الغارقة في حبها للفريقين : من برشلونة لريال
مدريد .. يا قلبي لا تحزن !
■■ وعلى
هامش ما سبق وفي ختام مقالي ، أعرب عن أنني أختلف ولا أقول أكذب بيان
الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عن تلبية رئيسه اللواء جبريل الرجوب، دعوة
نادي برشلونة لحضور مباراة الكلاسيكو بصحبة السفير الفلسطيني في مدريد
والتي إعتذر عنها السرسك .. في الحقيقة ، حضوركما لم يكن بدعوة من النادي ،
بل جاء بطلب من السفير الفلسطيني .. والفارق كبير بين أن تلبي دعوة موجهة
لك من النادي ، وبين أن تطلب أنت الدعوة لنفسك .. وبعيداً عن تزيد البيان ،
فإنني أرجو أن تلقيا في الكامب نو معاملة رسمية محترمة لا تقل
"بروتوكوليا" عن الجندي شاليط !!
~