الثلاثاء، 1 يناير 2030

شكوك حول استنفاد البرنامج النووي المصرى للمخزون الاستراتيجي للبترول والغاز







يعتبر الدكتور رمضان أبو العلا واحداً من المهتمين بموضوع الطاقة في مصر، ويمتلك من الملفات والخبرات في هذا المجال 

ما أهله لإجراء العديد من الأبحاث العلمية عن أماكن تواجد البترول والغاز الطبيعي في مصر والتي تم نشرها في الدوريات 

والمجلات العلمية والحاصل علي جائزة الدولة لعام 1990.. كما قام بالإشراف علي جائزة الدولة لعام 1990. كما قام 

بالإشراف علي العديد من الرسائل العلمية
كان آخرها رسالة بعنوان »اقتصاديات تصدير الغاز الطبيعي المصري والبدائل المتاحة.«. له العديد من المقالات حول قضايا 

الطاقة في الصحف المصرية، ويشغل حاليا رئيس قسم العلوم والرياضيات بكلية هندسة البترول بجامعة قناة السويس.
وحول مشروع مصر السلمي لانتاج الطاقة النووية كان لنا معه هذا الحوار:
** ما مدي أهمية الطاقة النووية في سد احتياجات مصر المستقبلية من الطاقة؟
* أولا: يجب الإشارة إلي أن مشروع مصر المعلن عن استئناف برنامجها للطاقة النووية، قد تمت تغطيته ونشره والإعلان 

عنه بطريقة أعطت انطباعا إلي رجل الشارع أن جميع مشاكلنا يمكن حلها من خلال استئناف البرنامج النووي المصري، وأن 

هناك ثمة مواجهة مع المجتمع الدولي، وهذا مغاير للحقيقة تماما ـ علما بأن الدول التي وقعت علي معاهدة عدم انتشار 

الأسلحة النووية، يمكنها تفعيل برامج للاستفادة من الطاقة النووية في الأغراض السلمية دون الحاجة لافتعال كل هذه الضجة، 

بل وعلي عكس ما أشيع تماما تكون الوكالة الدولية للطاقة النووية ملتزمة بتقديم كافة التسهيلات للدول الموقعة علي 

المعاهدة. لذلك أجد نفسي مندهشا من أسلوب التعاطي مع هذا المشروع. أما فيما يتعلق بأهمية الطاقة النووية في 

المستقبل.. فأقول إنها مهمة جدا ولا بديل عنها مستقبليا، وسوف أشرح هذا الأمر علي نحو مفصل فأقول ومن خلال دراسة 

للطلب علي الطاقة قمت بالإشراف عليها، وتربط بين استهلاك الطاقة والنمو الاقتصادي عن طريق معامل المرونة.. وخلال 

الفترة من عام 1993 وحتي عام 1998.. وأقصد هنا بمعامل المرونة، معدل نمو استهلاك الطاقة علي معدل نمو الناتج 

المحلي.. بمعني أن كل زيادة في النشاط الاقتصادي بمعدل 1% تستوجب ارتفاعاً في استهلاك الطاقة بمعدل 3. 1 %.. وقد 



افترض أن الاقتصاد المصري سوف ينمو بمعدل 7% سنويا في المتوسط علي سبيل المثال، وبافتراض أنه لن يزيد علي 7% 

حتي عام 2017 وهو الاطار الزمني لاستراتيجية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإن استهلاك الطاقة يمكن أن ينمو بمعدل 

1. 9 % سنويا في المتوسط.
والمتوقع ألا تقل احتياجات مصر بأي حال عن 15 مليار دولار سنويا اعتبارا من 2010 و24 مليار دولار سنويا اعتبارا من 

2017 أي 2 مليار دولار كل شهر!!
** إذاً فلا بديل ولا غني لمصر عن الطاقة النووية؟!
* بلا شك ويجب أن نبدأ المشروع وبسرعة علمية محسوبة.
** ما حجم الاستهلاك العالمي من الطاقة النووية بالمقارنة بالطاقة التقليدية؟!
* تشير البيانات الموثقة إلي أن نسبة مساهمة الطاقة النووية من احتياجات الطاقة علي المستوي العالمي 1. 6 % فقط، 

بينما تبلغ نسبة مساهمة البترول 8.366% والغاز الطبيعي 7. 23 %.. وسوف تستمر هذه النسب عالميا لفترة طويلة وفقا 

لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة »I.E.A«حتي عام ،2030 ومن المقرر زيادة نسبة الطلب علي البترول الي 121 مليون 

برميل يوميا عام 2030 مقابل 77 مليون برميل عام 2002.
** ماهي نسبة مساهمة الطاقة النووية في احتياجات الدول الصناعية الكبري الأكثر استهلاكا للطاقة في العالم؟
* الولايات المتحدة الأمريكية هي أكثر الدول استهلاكا للطاقة علي الاطلاق، فهي تستهلك 23% من الاستهلاك العالمي.
ومع ذلك لا تزيد نسبة مساهمة الطاقة النووية الكهربية علي 20% من اجمالي الطاقة المستخدمة.
أما الصين وهي ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم فلا تزيد علي 37. 2 % وروسيا 61. 15 % واليابان 31. 29 %. 

وخلاصة القول إن الدول الصناعية الكبري والأكثر استهلاكا للطاقة في العالم تتراوح نسبة مساهمة الطاقة النووية بها ما بين 

7.،23 31،.29 مما يؤكد عدم التهويل من استئناف البرنامج النووي المصري في الأغراض السلمية، وألا يكون سبب 

استئناف هذا البرنامج ذريعة لاستنفاد مخزون مصر الاستراتيجي من الزيت الخام والغاز الطبيعي.
** ماهي أهم الدول التي تستخدم الطاقة النووية الكهربائية وعدد المفاعلات النووية الموجودة بها؟
* تشير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الصادر في ديسمبر عام ،2004 الي وجود 440 مفاعلا نوويا في 32 دولة 

علي مستوي العالم، منها 104 مفاعلات في الولايات المتحدة الأمريكية تعطي قدرات توليد تصل الي 99210 ميجاوات وطاقة 

كهربية مقدارها 65. 788 تيراوات ساعة »التيراوات يساوي مليون ميجاوات« وفي الصين يوجد 9 مفاعلات فقط تعطي 

قدرات توليد تصل الي 42680 ميجاوات، وطاقة كهربية مقدارها 80. 27 تيراوات ساعة. وفي روسيا يوجد 31 مفاعلا 

تعطي قدرات مقدارها 21743 ميجاوات وطاقة كهربية مقدارها 02. 133 تيراوات ساعة، ويوجد في اليابان 54 مفاعلا 

نوويا تعطي قدرات توليد مقدارها 468. 45 ميجاوات وطاقة كهربية مقدارها 81. 273 تيراوات ساعة، كما يوجد بالمملكة 

المتحدة 23 مفاعلا ونسبة مساهمتها في اجمالي الطاقة المستخدمة بها 43. 19 % وفي باكستان 2 مفاعل ونسبة 

مساهمتها 37. 2 % وفي كوريا الجنوبية 19 مفاعلا ونسبة مساهمتها 95. 37 %.
** ماهي مصادر الطاقة المتاحة في مصر وكمياتها بالنسبة للاحتياطيات العالمية؟
* تشمل مصادر الطاقة المتاحة في مصر البترول الذي يبلغ حجم الاحتياطي المؤكد من نصف مليون طن، ويبلغ الاحتياطي 

العالمي 156 بليون طن، ونسبة مشاركة مصر فيه 3. 0 %، أما الغاز الطبيعي فيبلغ حجم الاحتياطي المؤكد منه 76. 1 

تريليون متر مكعب.
وإيران 69. 26 متر مكعب، وروسيا 47 مترا مكعبا وقطر 77. 25 متر مكعب والسعودية 68. 36 متر مكعب، والإمارات 

06. 6 متر مكعب، ويبلغ الاحتياطي العالمي 78.175 متر مكعب ونسبة مشاركة مصر فيه 1%. بالاضافة الي القدرة 

المركبة لمساقط المياه وتبلغ 2805 ميجاوات، وطاقة الرياح 450 ميجاوات والطاقة 150 ميجاوات وخلاصة القول ان مصر 

بلد فقير في موارد الطاقة الأولية وتقف التكاليف المرتفعة عقبة أمام استغلال المصادر الموجودة بوفرة في مصر، خاصة 



الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
** كيفية زيادة موارد مصر من الطاقة؟
* هناك مصادر عديدة يمكن الاستفادة منها مثل طاقة الرياح خاصة علي سواحل البحر الأحمر، وسيناء. وكذلك الطاقة 

الشمسية حيث تغطي مصر طبقة جوية مثالية من الناحية العلمية والعملية، حيث تقع مصر في النصف الشمالي من الكرة 

الأرضية في مناطق الصفاء الجوي. هذا بالاضافة الي مشروع منخفض القطارة. أما الموضوع المهم في ذلك هو ما سبق 

وأن أثاره المهندس سامح فهمي وزير البترول والخاص باستغلال الطفلة الزيتية الموجودة بمناطق سفاجا والقصير بالصحراء 

الشرقية ومنطقة المحاميد بوادي النيل وهضبة أبو طرطور بالصحراء الغربية، والتقدير المبدئي للاحتياطي بمنطقة البحر 

الأحمر يصل الي 5. 4 بليون برميل بترول مكافيء، وفي هضبة أبو طرطور يصل الي 2. 1 بليون برميل.
** ماذا يتطلبه المشروع النووي المصري؟
* يجب أن تكون البداية صحيحة وغير متسرعة كتلك التي بدأناها عام 1955.. فيجب أن نبدأ بتكوين الكوادر البشرية

في شمال مصر »الرمال السوداء« ثم توفير التمويل اللازم لإنشاء المحطات، علي ان نبدأ بخمس محطات علي الأقل مع 

الاسترشاد بالتكنولوجيا الفرنسية في هذا المجال، لأن فرنسا هي البلد الوحيد الذي يكاد يعتمد كليا علي الطاقة الكهربائية 

النووية والتي تصل الي 80% من اجمالي احتياجاتها، وأكرر وأؤكد ضرورة تخصيب اليورانيوم محليا وبخامات وكوادر 

وتكنولوجيا مصرية.


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Cheap Web Hosting